هذه نسخة الوثيقة الإعلامية التي أُعدت من أجل مؤتمر المندوبين المفوضين لعام 2018 في أكتوبر/نوفمبر 2018. وللاطلاع على أحدث نسخة لهذه الوثيقة، يرجى النقر هنا

المدن الذكية المستدامة

نظرة عامة

  • يعيش أكثر من نصف سكان العالم اليوم في المدن. وبحلول 2050، سيعيش حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص في المدن. وتمثل المدن أكثر من 70 في المائة من انبعاثات الكربون في العالم، و60 إلى 80 في المائة من استهلاك الطاقة. وقد أدى التحضر السريع إلى تحديات إضافية مثل الفوارق الاجتماعية، وازدحام المرور، وتلوث المياه، وما يرتبط بها من قضايا صحية.
  • يمكن للحكومات والبلديات أن تستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT) وغيرها من التكنولوجيات لبناء مدن أكثر ذكاءً وأكثر استدامة لمواطنيها. والمدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكِرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية[1].
  • على الرغم من أن المدن التي يتم توصيل جميع النظم والخدمات الحضرية فيها غير موجودة حتى الآن، فإن العديد من المدن في طريقها إلى أن تصبح مدناً مستدامة وذكية. وهي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على سبيل المثال، لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة المخلفات، وتحسين الإسكان والرعاية الصحية، وتحسين تدفق حركة المرور والسلامة، والكشف عن جودة الهواء، وتنبيه الشرطة إلى الجرائم التي تحدث في الشوارع وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي.
  • لدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إمكانية الإسراع بتحقيق جميع أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة، بما فيها الهدف الحادي عشر الذي يهدف إلى تحقيق المدن والمجتمعات المستدامة.

التحديات والحلول

تحتاج المدن الذكية المستدامة إلى بنية تحتية للاتصالات مستقرة[2]، وآمنة[3]، وموثوق بها[4] وقابلة للتشغيل البيني[5] لدعم حجم هائل من التطبيقات والخدمات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

إن التطورات الأخيرة في إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI) والشبكات الذكية والعدادات الذكية كلها تقود وتدعم تطوير المدن الذكية المستدامة في جميع أنحاء العالم.

إنترنت الأشياء (IoT) - في اشارة إلى شبكة من أجهزة الحوسبة المتنامية بسرعة للتواصل مع بعضها البعض وتبادل البيانات وتتضمن أجهزة الاستشعار والبرمجيات - تُمكِّن المليارات من الأجهزة والأجسام المجهزة بأجهزة استشعار ذكية من التواصل مع بعضها البعض، وجمع المعلومات في الوقت الفعلي، وإرسال هذه البيانات، عبر الاتصالات اللاسلكية، إلى أنظمة التحكم المركزية. وهذه، بدورها، تدير حركة المرور، وتخفض استخدام الطاقة، وتحسن مجموعة واسعة من العمليات والخدمات الحضرية.

ويسمح الذكاء الاصطناعي بتحليل مجموعات كبيرة للغاية من البيانات بشكل حسابي للكشف عن الأنماط التي تستخدم لإثراء عملية صنع القرار في البلديات وتعزيزها.

والشبكات الذكية - في إشارة إلى شبكات الإمداد بالكهرباء التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات الرقمية للكشف عن التغيرات المحلية في الاستخدام والتفاعل معها - تساعد علي تحسين استخدام الطاقة على الوجه الأمثل في المدن. ويمكن للعدادات الذكية، وأجهزة الاستشعار الذكية المزودة بعناوين بروتوكول الإنترنت، أن تنقل معلومات عن استخدام الطاقة من جانب المستخدمين النهائيين إلى مورّد الطاقة، مما يتيح للمستخدمين النهائيين مزيداً من التحكم في استهلاكهم.

وفي حين أن شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع التي تستخدمها الهواتف المتنقلة اليوم تطرح عدداً من المشاكل في دعم مجموعة من الخدمات المطلوبة لتطبيقات المدن الذكية المستدامة، فإن تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس، وتشير الى الجيل الخامس من تكنولوجيات الاتصالات المتنقلة، يوفر إمكانية توصيل الأجهزة بشكل موثوق به بالإنترنت والأجهزة الأخرى، ونقل البيانات بسرعة أكبر، ومعالجة كم هائل من البيانات بأقل قدر من التأخير.

مساهمة الاتحاد الدولي للاتصالات في المدن الذكية المستدامة

يعمل الاتحاد علي تحسين موثوقية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأمنها وقابليتها للتشغيل البيني من أجل المدن الذكية المستدامة، مع الدعوة في نفس الوقت إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للحد من استهلاك الطاقة، وتعزيز الخدمات ونوعية الحياة لسكان المدن.

وضع المعايير

يعكف الاتحاد الدولي للاتصالات والأعضاء في لجنة الدراسات 20 لقطاع تقييس الاتصالات، وهي اللجنة المعنية بإنترنت الأشياء والمدن والمجتمعات الذكية، على وضع معايير دولية لتحديد المعايير والعمليات والممارسات التقنية للتمكين من التطوير المنسق لتكنولوجيات إنترنت الأشياء من أجل المدن الذكية المستدامة. وفي الآونة الاخيرة، كانت لجنة الدراسات تعمل على مواضيع تشمل الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل، والاتصالات من آلة إلى آلة، وجوانب البيانات الضخمة في إنترنت الأشياء.

ويعمل الاتحاد الدولي للاتصالات وأعضاء الفريق المتخصص في الاتحاد المعني بمعالجة البيانات وإدارتها على وضع معايير دولية تتيح للنظام الايكولوجي لإنترنت الأشياء أن يشمل الجميع، وأن يكون قابلاً للتشغيل البيني، وقادراً على الاستفادة الكاملة من البيانات التي تولدها الأجهزة التي يتضمنها النظام. ذلك من أجل تخفيف خطر "صوامع" البيانات الناشئة في مختلف قطاعات الصناعة.

كما وضع الاتحاد الدولي للاتصالات مؤخرا معايير لكفالة أمن الشبكات في المناطق الحضرية.

ويجري حاليا عمل الاتحاد بشأن معايير أنظمة الجيل الخامس التي ستساعد علي جعل المدن الذكية المستدامة حقيقة واقعة.

وتحدد معايير الاتحاد كيف يمكن للشبكات الذكية أن تساعد في بناء نظم طاقة يمكن التحكم فيها بدرجة أكبر وبكفاءة أكثر.

وقد حدد الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة أطراً موحدة لازمة لدعم تكامل خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية والاتجاهات الرئيسية في الإدارة الذكية للمياه في المناطق الحضرية.

التعاون والتوعية على الصعيد العالمي

في 2016، أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE) المنبر العالمي "مبادرة متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة (U4SSC)"، لدعم السياسة العامة وتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل وتيسير الانتقال إلى مدن ذكية مستدامة. ويدعم المنبر الآن 14 هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة. وقد وضعت مبادرة متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن المستدامة، مما يتيح للمدن تحديد الأهداف، وجمع البيانات، وقياس التقدم المحرز في خمسة مجالات رئيسية هي: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ البنية التحتية المادية؛ والشمول الاجتماعي والمساواة في النفاذ إلى الخدمات؛ ونوعية الحياة؛ والاستدامة البيئية. وهناك أكثر من 50 مدينة في جميع أنحاء العالم تنفذ بالفعل مؤشرات الأداء الرئيسية، وتشمل بيزرت، ودبي، والقيروان، ومالدونادو، ومانيزاليس، ومونتفيديو، وموسكو، وبولي، وريميني، وسنغافورة، وفالنسيا، وووكسي.

وفيما يلي بعض الأمثلة التي تبين كيف تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على بناء مدن ذكية مستدامة:

  • في سنغافورة، تعتمد أجهزة الاستشعار والكاميرات على النظام الرقمي القائم في دولة مدينة سنغافورة وتُمكِّن الحكومة من تقييم أداء حركة المرور وكفاءتها، وتحديد مشاكل مثل مطبات الطرق، ورحلات الحافلات الوعرة ومنتهكي القانون. فعلى سبيل المثال، قامت المدينة، من أجل تعزيز الأمن في الأماكن العامة، بتركيب أكثر من 62 000 من كاميرات الشرطة في المجمعات السكنية العامة ومواقف السيارات.
  • كوبنهاغن، الدنمارك، قامت بتحديث أضواء الشوارع بمصابيح إنارة تتسم بالكفاءة ومتصلة بواسطة شبكة لاسلكية. توفر مصابيح الإنارة الذكية في شوارع المدينة التكاليف لأنه يمكن برمجتها لكي يتم إخفات أو زيادة الإضاءة تلقائياً، مما يسمح بالاستفادة المثلى من الطاقة وفي الوقت نفسه الحد من خطر الجريمة وحوادث المرور.
  • ساو باولو، البرازيل، وضعت حلاً لتقدير جودة الهواء والتنبؤ به باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة. ويتم الجمع بين البيانات الكلية والمجمعة التي تكون هوية أصحابها مُغفَلةً من شبكة الاتصالات المتنقلة وإضافتها إلى بيانات من أجهزة استشعار الطقس والمرور والتلوث. وهذا يساعد على حساب مستويات التلوث قبل 24 الى 48 ساعة مقدماً، مما يساعد صانعي السياسات والبلديات والحكومات على اتخاذ إجراءات لتفادي حالات الوفاة والمرض - على سبيل المثال، من خلال إعادة توجيه حركة المرور قبل أن تضرب بؤر تلوث الهواء.
  • في بلدية هولان في إسرائيل، يعاني نظام الصرف الصحي من مشاكل مثل الانسدادات المتكررة والطفح. وركبت البلدية أجهزة مزودة بأجهزة استشعار لتحسين إدارة أنظمة المجاري، وإرسال التنبيهات عبر خدمة الرسائل القصيرة (SMS) عندما يصل المستوى إلى حدود منخفضة أو عالية.
  • أدخلت دبي نظاماً للشكاوى الإلكترونية للمواطنين لكي يقدموا آراءهم عن الخدمات العامة بانتظام.

روابط ذات صلة


[1] قدم هذا التعريف كل من الاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا في 2015

[2] يسمح استقرار الشبكة للجميع بالتواصل والوصول إلى البيانات وتبادل المعلومات بشكل موثوق، حسب الحاجة.

[3] أمن الشبكة مصطلح شامل يصف السياسات والإجراءات التي ينفذها المسؤول الإداري للشبكة لتجنب النفاذ غير المصرح به أو استغلال أو تعديل الشبكة ومواردها.

[4] الموثوقية هي سمة من سمات أي مكون متعلق بالحاسوب يؤدي أداءً متسقاً ومتفقاً مع المواصفات الخاصة به.

[5] القابلية للتشغيل البيني تشير إلى قدرة النظم الحاسوبية أو البرمجيات على تبادل المعلومات واستخدامها.