هذه نسخة الوثيقة الإعلامية التي أُعدت من أجل مؤتمر المندوبين المفوضين لعام 2018 في أكتوبر/نوفمبر 2018. وللاطلاع على أحدث نسخة لهذه الوثيقة، يرجى النقر هنا.

نظرة عامة

  • ستقتضي الزيادات في عدد الأجهزة والخدمات وكذلك الطلب على تحسين القدرة على تحمل التكاليف وتجربة المستعمل حلولاً مبتكرة.
  • من المتوقع تنفيذ الاتصالات المتنقلة الدولية-2020 اعتباراً من عام 2020، وتجرى بالفعل تجارب وأنشطة قبل الاستخدام التجاري لتكنولوجيات الجيل الخامس (5G) من أجل المساعدة في تقييم التكنولوجيات ونطاقات التردد المرشح استعمالها لهذا الغرض. ومن خلال نقل كمية هائلة من البيانات بسرعة أكبر بكثير، وتوصيل عدد كبير جداً من الأجهزة بشكل موثوق، ومعالجة كميات كبيرة جداً من البيانات مع الحد الأدنى من التأخير، يتوقع أن تقوم تكنولوجيات الجيل الخامس بتوصيل الأشخاص والأشياء والبيانات والتطبيقات وأنظمة النقل والمدن في بيئات اتصالات ذكية ومترابطة شبكياً.
  • من المتوقع أن تدعم تكنولوجيات الجيل الخامس تطبيقات من قبيل المنازل والمباني الذكية والمدن الذكية والفيديو ثلاثي الأبعاد والعمل واللعب في الحوسبة السحابية والجراحة الطبية عن بُعد والواقع الافتراضي والواقع المزيد والاتصالات الكثيفة من آلة إلى آلة الأتمتة الصناعية والسيارات ذاتية القيادة. وتواجه شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع حالياً تحديات في دعم هذه الخدمات.
  • نظراً لاتساع حجم ونطاق تكنولوجيات الجيل الخامس، يتوقع منها تسريع وتيرة تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة (SDG) البالغ عددها 17 هدفاً، بدءاً من توفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة وصولاً إلى القضاء التام على الجوع.


5G BCKGROUNDERمسابقة التصوير الفوتوغرافي لمنتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات لعام 2018، العدسات التجسيمية في مختبر التشفير (Coding Garage)، المكسيك

التحديات والفرص: بناء شبكات الجيل الخامس للمستقبل

يتوقع من شبكات الجيل الخامس، عندما تكون جاهزة للنشر، أن توفر مزيداً من السرعة والقدرة على دعم الاتصالات الكثيفة من آلة إلى آلة وتقدم خدمات قليلة التأخير وعالية الموثوقية من أجل تطبيقات يكون للوقت فيها أهمية حاسمة. ومع هذه الأهداف الطموحة، تواجه  شبكات الجيل الخامس تحديات تشغيلية كبيرة مثل بلوغ مستويات عالية من الاستقرار[1] والأمن[2] والموثوقية[3]. وتهدف شبكات الجيل الخامس إلى إظهار مستوى عال من الأداء في سيناريوهات مختلفة مثل المناطق الحضرية الكثيفة السكان وبؤر التوصيل داخل المباني والمناطق الريفية. وشرعت عدة بلدان في تجريب شبكات الجيل الخامس وتخضع النتائج للتقييم، ونجحت شركات كثيرة في إتمام تجارب محدودة حُددت لها.

وعلى غرار الأجيال السابقة لشبكات النطاق العريض المتنقل، ستستعمل شبكات الجيل الخامس طيف الترددات الراديوية. وهذا الطيف مقسم إلى نطاقات تردد وموزع على خدمات الاتصالات الراديوية بطريقة لا تسمح باستعمال كل نطاق سوى للخدمات القادرة على التعايش مع بعضها البعض. وسوف تتطلب زيادة الحركة والسرعة اللازمة لاتصالات الجيل الخامس تكنولوجيات ذات مستوى عال جداً من الكفاءة في استعمال الطيف والكثير من الكميات الإضافية من الطيف، فضلاً عما هو مستعمل حالياً في اتصالات الجيل الثالث والجيل الرابع. وتستمد هذه الكميات الإضافية في معظمها من نطاقات تردد فوق GHz 24، مما يطرح تحديات كبيرة من حيث انتشار الموجات الراديوية، كما أنها تستعمل في عدد من خدمات الاتصالات الراديوية، خاصة الاتصالات الساتلية والتنبؤ بأحوال الطقس ورصد موارد الأرض وتغير المناخ.

وسعياً إلى تفادي التداخل بين شبكات الجيل الخامس وهذه الخدمات ومن ثم ضمان استمرارية النظام الإيكولوجي للاتصالات المتنقلة في المستقبل - والحد من الأسعار من خلال تحقيق وفورات الحجم في السوق العالمية وتمكين قابلية التشغيل البيني والتجوال - لا بد من اعتماد لوائح وطنية ودولية وتطبيقها على الصعيد العالمي في هذه النطاقات. ولذلك يتعين تحديد كمية الطيف الإضافية التي ستستعملها شبكات الجيل الخامس وتنسيقها على الصعيد العالمي. وللسبب نفسه، من الضروري أن تكون التكنولوجيات الراديوية المستخدمة في أجهزة اتصالات الجيل الخامس مدعومةً بمعايير منسقة عالمياً.

مساهمة الاتحاد الدولي للاتصالات

يضطلع الاتحاد بدور رئيسي في إعداد هذه اللوائح والمعايير واعتمادها. ويعمل أعضاء الاتحاد على ضمان أن تكون شبكات الجيل الخامس مأمونة ومستقرة وموثوقة وقابلة للتشغيل البيني وغير مضرة بصحة الإنسان وفعالة من حيث استهلاك الطاقة وتعمل دون التسبب في أيّ تداخل. ويمثل دور الاتحاد في إدارة طيف الترددات الراديوية والمعايير المنسقة عالمياً لتكنولوجيات الجيل الخامس عاملاً تمكينياً رئيسياً في تطوير هذه التكنولوجيات وتنفيذها.

ويؤدي قطاع تقييس الاتصالات بالاتحاد دوراً تنظيمياً لتكنولوجيات ومعماريات العناصر السلكية لأنظمة الاتصالات من الجيل الخامس.

إدارة طيف الترددات الراديوية

الطيف مورد طبيعي محدود يمكن استعماله من أيّ نقطة على الأرض وفي الفضاء وإليها. ونظراً لانتشار الموجات الراديوية بمعزل عن الحدود الوطنية، فإن استعمال جزء من الطيف في إحدى المناطق الجغرافية قد يؤثر على القدرة على استعماله في مناطق أخرى بالتسبب في تداخل ضار. ولذلك، من الضروري إدارة الطيف على الصعيدين الوطني والدولي.

ويتمثل دور الاتحاد، من خلال قطاع الاتصالات الراديوية (ITU-R) التابع له، في ضمان الاستعمال الرشيد والمنصف والفعال والاقتصادي لطيف الترددات الراديوية من خلال جميع خدمات الاتصالات الراديوية بما فيها الخدمات الساتلية، خاصةً عن طريق تفادي التداخل الضار وإزالته.

ولهذا الغرض، يقسَّم طيف الترددات الراديوية إلى نطاقات تردد توزَّع على خدمات الاتصالات الراديوية بطريقة لا تسمح باستعمال كل نطاق سوى للخدمات القادرة على التعايش مع بعضها البعض. وتتضمن لوائح الراديو (RR) جميع هذه التوزيعات والإجراءات التي تضمن الاعتراف الدولي باستعمالات الطيف وحمايته من التداخل في كل بلد وفي الفضاء. ولوائح الراديو هي معاهدة دولية مصادق عليها ومطبقة من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد. وقد دخلت حيز النفاذ في عام 1906 ويتم تحديثها كل أربع سنوات في المؤتمرات العالمية للاتصالات الراديوية (WRC) للاتحاد من أجل أخذ تطور التكنولوجيات واستعمالات الطيف في الحسبان.

ويستخدم كل ساتل، وكل طائرة أو سفينة، وكل محطة تلفزيونية أو راديوية، وكل جهاز متنقل، وكل رادار للدفاع أو لمراقبة الحركة الجوية أو رادار بحري، نطاقات تردد معينة على النحو المنصوص عليه في لوائح الراديو. ويسمح التوزيع العالمي لنطاقات التردد الذي يضطلع به الاتحاد لجميع خدمات الاتصالات الراديوية بالتعايش دون التسبب في أيّ تداخل. ويمنح هذا التوزيع جميع أصحاب المصلحة بمن فيهم العاملون على تطوير تكنولوجيات الجيل الخامس اليقين بأن هذه النطاقات ستكون متاحة للاستعمال ومحمية في جميع البلدان في المستقبل القريب. وهو، بعبارة أخرى، يمنح الثقة للاستثمارات الطويلة الأجل التي تمثل أساس التنمية المستدامة للنظام الإيكولوجي.

إضافةً إلى التقليل من التداخل، تشمل فوائد الطيف المنسق تيسير وفورات الحجم والمساعدة في بناء الأسواق وتمكين التجوال العالمي والحد من تكاليف تصميم المعدات وتعقيداتها.

وفي إطار عملية الأربع سنوات من الدراسات والأعمال التحضيرية للمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019 (WRC-19)، يعمل أصحاب المصلحة على الصعيد العالمي على تحقيق توافق في الآراء لتحديد الطيف الإضافي وتوزيعه لخدمات الاتصالات المتنقلة الدولية (IMT)، المصطلح العام المستخدم في الاتحاد دلالةً على الجيل الثاني والثالث والرابع والخامس والأجيال المقبلة من خدمات النطاق العريض المتنقل) خلال ذلك المؤتمر.  

ومن المتوقع إطلاق عمليات النشر التجاري الكاملة الأولى لتكنولوجيات الجيل الخامس قريباً بعد وضع مواصفات الاتصالات المتنقلة الدولية-2020 في صيغتها النهائية في عام 2020. وقد بدأ بالفعل منظمو الاتصالات في العالم في عقد مزادات لتراخيص تشغيل شبكات الجيل الخامس في نطاقات التردد الموزعة من الاتحاد والمحددة أو المتوقع تحديدها للاتصالات المتنقلة الدولية.

إدارة التعرض البشري للترددات الكهرمغنطيسية

على غرار الأجيال السابقة، ستولّد شبكات الجيل الخامس مجالات كهرمغنطيسية. ويخضع تعرض الجمهور لهذه المجالات للوائح الوطنية والدولية. وتحدد منظمة الصحة العالمية (WHO) الحدود الموصى بها. ويتعاون الاتحاد مع منظمة الصحة العالمية لتقديم إرشادات وتوصيات فيما يتعلق برصد المنشآت الراديوية وامتثالها لهذه الحدود.

وضع معايير لشبكات منسقة ومستقرة ومأمونة وموثوقة عالمياً لتكنولوجيات الجيل الخامس

يحظى الاتحاد بسجل ثري في مجال إعداد معايير عالمية للاتصالات المتنقلة. ويشمل إطار المعايير المتعلقة بالاتصالات المتنقلة الدولية (IMT) وجهات نظر دوائر الصناعة بشأن تكنولوجيات الجيل الثالث والجيل الرابع وسيستمر في التطور مع تطور الجيل الخامس والاتصالات المتنقلة الدولية-2020.

وفي أوائل عام 2012، بدأ الاتحاد في إعداد برنامج "الاتصالات المتنقلة الدولية لعام 2020 وما بعده"، لتمهيد الطريق لأنشطة البحث في مجال تكنولوجيات الجيل الخامس وتحديد متطلباتها والرؤية المتعلقة بها. وفي إطار برنامج الاتصالات المتنقلة الدولية-2020، يعمل أعضاء الاتحاد على إعداد المعايير الدولية اللازمة لتحقيق شبكات الجيل الخامس ذات الأداء الجيد.

وتدعم معايير الاتحاد الابتكارات في مجال التوصيل الشبكي، مثل التوصيل الشبكي المعرَّف بالبرمجيات والتمثيل الافتراضي للشبكة والتوصيل الشبكي المتمحور حول المعلومات والتوصيل الأمامي/الخلفي المتقدم. وستؤدي هذه الابتكارات دوراً رئيسياً في زيادة سرعة شبكات الجيل الخامس وذكائها وفعاليتها من حيث التكلفة. وتمكّن أيضاً هذه المعايير التي يضعها الاتحاد شركات الاتصالات من تقديم خدمات مبتكرة عند تكيفها مع تغير احتياجات العملاء في عصر يشهد تغيرات كبيرة. ومن المتوقع أن تحقق هذه المعايير المتعلقة بالابتكار في مجال التوصيل الشبكي القائم على البرمجيات كامل إمكاناتها في بيئة الاتصالات من الجيل الخامس.

وتجمع عملية وضع المعايير بين الحكومات والمنظمين ومشغلي الاتصالات المتنقلة والمصنّعين ومنظمات الصناعة والهيئات الأكاديمية وغيرها من هيئات التقييس من جميع أنحاء العالم، لدعم تطوير تطبيقات الجيل الخامس في مجالات موثوقية الشبكة واستقرارها والأمن السيبراني وخصوصية البيانات وتحليل البيانات الضخمة وكفاءة استهلاك الطاقة والذكاء الاصطناعي، من أجل تعزيز كفاءة شبكات الجيل الخامس. وسيضمن اعتماد الاتحاد لمعايير الاتصالات المتنقلة الدولية-2020 للمستثمرين في شبكات الجيل الخامس تطبيق هذه المعايير على الصعيد العالمي وجلب وفورات الحجم وبالتالي إظهار فوائد التنسيق العالمي.

الروابط ذات الصلة


[1] يسمح استقرار الشبكة لكل شخص بالاتصال والنفاذ إلى البيانات وتبادل المعلومات بشكل موثوق، حسب الحاجة.

[2] أمن الشبكة هو مصطلح شامل يصف النهج والسياسات والإجراءات التي ينفذها مدير الشبكة لتجنب النفاذ إلى شبكة ومواردها أو استغلالها أو تعديلها بطريقة غير مرخص بها.

[3] الموثوقية هي عندما يكون أداء الشبكات أو المكونات المتعلقة بالحاسوب متوافقاً مع التوقعات بشكل مستمر.